( لا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة التي يوغر بها صدور الخلق، لينفصلوا بعد اتحاد، ويتنافروا بعد اتفاق، ويتعادوا بعد أخوة، وقد اهتم الإسلام بمسالة احتمال وقوع الخلاف بين المؤمنين وأخذها بعين الاعتبار، وذلك لأن المؤمنين بشر يخطئون ويصيبون، ويعسر أن تنفق أراؤهم أو تتوحد اتجاهاتهم دائماً، ولهذا عالج الإسلام مسالة الخلاف على اختلاف مستوياتها بدءاً من مرحلة المشاحنة والمجادلة، ومروراً بالهجر والتباعد، وانتهاء بمرحلة الاعتداء والقتال، والإسلام دين يتشوًف إلى الصلح ويسعى له وينادي إليه، وليس ثمة خطوه أحب إلى الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب فيها يبن قلبين، فالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة) بهذه المقدمة للشيخ سلمان بن يحي المالكي المنشورة في موقع صيد الفوائد، والتي نرى أنها من أفضل المقدمات التي كتبت في موضوع إصلاح ذات البين رأينا تبنيها لأهميتها.
وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة.
“الأمة مطالبة بتأسيس هذا المعنى العظيم في المجتمع، وبتزكيته، وتربية الناس عليه، إيمانا وخلقا”
ونذكر هنا بأن “الكتاب والسنة، هو الأساس في فض النزاع، على المستوى العام، بين المتخاصمين، كيفما كانوا، قبائل وعشائر، واتجاهات، وأفراد، أم جماعات، وحتى على المستوى الأسري الخاص بين الزوجين، لإعادة المحبة والوئام بينهما. ولكن لا يتأنى ذلك على مستوى التطبيق، إلا بتدخل أهل الفضل والصلاح، فهم أعلى شأنا في المجتمع وأنبل سلوكاً